جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
وعجلت اليك رب لترضى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق على المسلم أن يسارع في فعل الخيرات , لأن المرء لايدرى أيعيش للغد أم لا وكان موسى عليه السلام قد ضرب المثل في ذلك قال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام كما جاء في سورة طه (وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ0قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ) يقول بن كثير لما سار موسى عليه السلام ببني إسرائيل بعد هلاك فرعون، وواعد ربه ثلاثين ليلة ثم أتبعها عشراً فتمت أربعين ليلة، أي يصومها ليلاً ونهاراً، وقد تقدم في حديث الفتون بيان ذلك، فسارع موسى عليه السلام مبادراً إلى الطور، واستخلف على بني إسرائيل أخاه هارون، ولهذا قال تعالى: { وما أعجلك عن قومك يا موسى . قال هم أولاء على أثري} أي قادمون ينزلون قريباً من الطور، { وعجلت إليك رب لترضى} أي لتزداد عني رضا، ويقول الشيخ الشعراوى فموسى عليه السلام يقول: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } [طه: 84] ترضى أن منهجك يُطبِّق من جهتي كرسول مؤتمن عليه، ومن جهة قومي؛ لأنهم حين يروني قد تعجلت للقائك في الموعد يعلمون أن في ذلك خيراً لهم، وإلا ما سبقتهم إليه. وبذلك يسود منهج الله ويُمكَّن في الأرض، وإذا ساد منهج الله رضي الله. عن خليفته في الأرض ويقول تعالى عن أنبياء الهر عليهم السلام إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) سورة الانبياء يقول الطبري وَقَوْله : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات } يَقُول اللَّه : إِنَّ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ - يَعْنِي زَكَرِيَّا وَزَوْجه وَيَحْيَى كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات فِي طَاعَتنَا , وَالْعَمَل بِمَا يُقَرِّبهُمْ إِلَيْنَا .وَقَوْله : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات } يَقُول اللَّه : إِنَّ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ - يَعْنِي زَكَرِيَّا وَزَوْجه وَيَحْيَى كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات فِي طَاعَتنَا , وَالْعَمَل بِمَا يُقَرِّبهُمْ إِلَيْنَا . فيا أخى سارع بفعل الخيرات حتى تنال رضا خالقك وهذا هو غاية المراد من رب العباد وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
#2
|
|||
|
|||
حقا أن عجلة موسى عليه السلامكانت لرضوان الله تعالى وشوقا للقياه وسماع كلامه .
فموسى نبي الله عليه السلام كان حريصا كل الحرص على رضوان الله تعالى والاخلاص له . ولكن في هذا الموقف ، وفوق كل ذي علم عليم ، فقد غلب العاطفة والشوق والاخلاص لله تعالى على تبصر متعمق لحال قومه بعده ، فهو انشغل بلقيا الله تعالى . وقد يكون موسى عليه السلام قدر خرج قبل سويعات من أن يبصر حال قومه جيدا ويقمع جذور فتنة كانت ستقع ، وقد وقعت . وموسى عليه السلام فقد ترك قومه وفي ظاهرهم أنهم على أثره في طاعة الله تعالى وطاعته في دين الله تعالى . ثم الله تعالى أخبر موسى بخبر السامري ، ولكن موسى لم يغضب حينها أو يلوم شيئا !! ولهذا قال العلماء أن السماع عن الشيء ليس كمشهادته . وحقا وعليه السلام لم يعصي الله تعالى ولم يفعل فعلا يخالف الدين أو الحق العظيم الانساني ، بل هو تصرف بمنتهى الورع والحرص على أمر الله تعالى ، والله تعالى يعذره ويبصره . ثم وقصة موسى مع العبد الصالح تظهر أن النبي والرسول يحكمان بما نزل لهم من دين ويلتزمون به دون أن يطلعوا على البواطن ، وهذه مهمة على كل قائم بالشرع . وكان رد فعل موسى على كل فعل فعله العبد الصالح صحيح جدا وهو الذي يحكم فيه بين الناس ، ولكن علوم البواطن والخوافي فهي من شأن الله تعالى ويطلع عليها من يشاء من عباده ، ولا يظلم ربك أحدا . |
أدوات الموضوع | |
|
|