جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
شبهة في خلق القرآن والرد عليها
شبهة في خلق القرآن أنا أؤمن أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ، ولكن كيف نجمع بين هذا وبين الحديث القائل بأن سورة البقرة وآل عمران تأتيان يوم القيامة كأنهما غيايتان تحاجان عن صاحبهما ، وهذا قطعاً ينفي كون تلك الغيايتين من ذات الله ، وكذلك الأحاديث الأخرى عن سورة تبارك في القبر ، وغيرها من سور القرآن التي تتمثل في صورة مخلوق يدافع عن العبد في الآخرة؟ الحمد للَّه أولا : يعتقد المسلمون أن القرآن الكريم كلام الله تعالى ، تكلم به كما يليق بجلاله وعظمته سبحانه . يقول الله عز وجل : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ) التوبة/6 يقول الإمام الآجري في كتاب "الشريعة" (1/84) : " اعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم : أن قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق ، ووُفقوا للرشاد قديما وحديثا : أن القرآن كلام الله عز وجل ، ليس بمخلوق ؛ لأن القرآن من علم الله تعالى ، وعلم الله عز وجل لا يكون مخلوقا ، تعالى الله عز وجل عن ذلك ، دل على ذلك القرآن والسنة وقول الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقول أئمة المسلمين رحمة الله تعالى عليهم ، لا ينكر هذا إلا جهمي خبيث ، والجهمية عند العلماء كافرة . وقال الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) الأعراف/158 . وهو القرآن . وقال جل وعلا لموسى عليه الصلاة والسلام : ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ) الأعراف/188 ومثل هذا في القرآن كثير ، وقال عز وجل : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ ) آل عمران/61 ، وقال عز وجل : ( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ) البقرة/145 لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الأشياء ، من قال غير هذا فقد كفر . وسنذكر من السنن والآثار وقول العلماء الذين لا يستوحش من ذكرهم : ما إذا سمعها من له علم وعقل زاده علما وفهما ، وإذا سمعها من في قلبه زيغ فإذا أراد الله هدايته إلى طريق الحق رجع عن مذهبه ، وإن لم يرجع فالبلاء عليه أعظم " انتهى . فمن أحب التوسع فليرجع إلى ما ذكره الآجري من أدلة متواترة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق . ثانيا : أصل القول بخلق القرآن ليس استدلالا من الكتاب والسنة ، وإنما بأدلة عقلية اضطرتهم إلى نفي الصفات عن الله تعالى ، وذلك حين قالوا بأن الصفات لا تقوم إلا في المخلوقات والحوادث ، وتوصلوا إلى هذه القاعدة عبر سلسلةٍ من المغالطات التي يسمونها "دليل حدوث العالم" ، ثم نظروا بعد ذلك في القرآن الكريم ، فحرَّفوا كل دلالة تُخَالفُ هذا المفهوم الذي توصلوا إليه ، وجمعوا كل شبهة يمكن أن تدل عليه ، فكان مما تشبَّثُوا به ما ذكره السائل الكريم ، مما جاء في السنة الآحادية الصحيحة – مع أنهم لا يحتجون في العقائد إلا بالمتواتر منها – أن القرآن يأتي يوم القيامة على هيئة معينة ليشفع لصاحبه ، قالوا وهذا يدل على أنه مخلوق ، فإنه لا يتصف بالمجيء والإتيان إلا المخلوق . عن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ) رواه مسلم (804) الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه ، ( الفِرقان ) هما قطيعان وجماعتان من طير ( صواف ) جمع صافة : وهي من الطيور ما يبسط أجنحتها في الهواء . "شرح مسلم للنووي" (6/90) وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَأَظْمَأْتُ نَهَارَكَ ) رواه ابن ماجه (3781) وصححه البوصيري في الزوائد ، وابن حجر في "المطالب العالية" (4/66) ، وقال الألباني في ضعيف ابن ماجه : ضعيف يحتمل التحسين . وحسنه من حديث أبي هريرة في "السلسلة الصحيحة" (2829) وهذه شبهة قديمة أجاب عنها الإمام أحمد وغيره من أئمة السنة . يقول ابن قتيبة رحمه الله في "تأويل مختلف الحديث" (258): " أراد بقوله ( تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان ) أن ثوابهما يأتي قارئهما حتى يظله يوم القيامة ، ويأتي ثوابه الرجل في قبره ، ويأتي الرجل يوم القيامة حتى يجادل عنه ، ويجوز أن يكون الله تعالى يجعل له مثالا يحاج عنه ويستنقذه " انتهى . وانظر : الرد على الزنادقة والجهمية ، للإمام أحمد ص (42-43) . ويقول ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (5/476) : " ثم إن الجهمية لجأت إلى المغالطة في أحاديث تأولوها ، موهوا بها على من لا يعرف الحديث ، وإنما عنى في هذه الأحاديث في قوله : ( يجيء القرآن وتجيء البقرة وتجيء الصلاة ويجيء الصيام ) يجيء ثواب ذلك كله ، وكل هذا مبين في الكتاب والسنة . قال الله عز وجل : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) الزلزلة/7-8 فظاهر اللفظ من هذا أنه يرى الخير والشر ، وليس يرى الخير والشر ، وإنما ثوابَهما والجزاء عليهما من الثواب والعقاب . كما قال عز وجل ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ ) آل عمران/30 وليس يعني أنها تلك الأعمال التي عملتها بهيئتها وكما عملتها من الشر ، وإنما تجد الجزاء على ذلك من الثواب والعقاب . فيجوز في الكلام أن يقال : يجيء القرآن ، تجيء الصلاة ، وتجيء الزكاة ، يجيء الصبر ، يجيء الشكر ، وإنما يجيء ثواب ذلك كله " انتهى . ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (8/408) : " ولما احتج الجهمية على الإمام أحمد وغيره من أهل السنة على أن القرآن مخلوق بقول النبى صلى الله عليه و سلم : ( تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف ) و ( يأتي القرآن فى صورة الرجل الشاحب ) ونحو ذلك . قالوا : ومن يأتى ويذهب لا يكون إلا مخلوقا . أجابهم الإمام أحمد : بأن الله تعالى قد وصف نفسه بالمجيء والإتيان بقوله : (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ) الأنعام/158 ، وقال : ( وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ) الفجر/22 ، ومع هذا فلم يكن هذا دليلا على أنه مخلوق بالاتفاق ، بل قد يقول القائل جاء أمره ، وهكذا تقوله المعتزلة الذين يقولون القرآن مخلوق ، يتأولون هذه الآية على أن المراد بمجيئه مجيء أمره ، فَلِمَ لا يجوز أن يتأول مجيء القرآن على مجيء ثوابه ، ويكون المراد بقوله ( تجيء البقرة وآل عمران ) بمجيء ثوابها ، وثوابها مخلوق ! وقد ذكر هذا المعنى غير واحد ، وبينوا أن المراد بقوله ( تجيء البقرة وآل عمران ) أي : ثوابهما ، ليجيبوا الجهمية الذين احتجوا بمجيء القرآن وإتيانه على أنه مخلوق " انتهى وفي مجموع الفتاوى (5/398) : " وأحمد وغيره من أئمة السنة فسروا هذا الحديث بأن المراد به مجىء ثواب البقرة وآل عمران ، كما ذكر مثل ذلك من مجىء الأعمال فى القبر وفى القيامة ، والمراد منه ثواب الأعمال ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اقرؤوا البقرة وآل عمران فانهما يجيئان يوم القيامة كأنهما غيايتان أو غمامتان أو فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما ) وهذا الحديث فى الصحيح ، فلما أمر بقرائتهما ، وذكر مجيئهما يحاجان عن القارىء ، علم أنه أراد بذلك قراءة القارىء لهما ، وهو عمله ، وأخبر بمجيء عمله الذى هو التلاوة لهما فى الصورة التى ذكرها ، كما أخبر بمجىء غير ذلك من الأعمال " انتهى . يتبين مما سبق أنه لا يصح الاستدلال بهذه الأحاديث على خلق القرآن ، لأن المقصود بها ثواب قراءة القرآن ، كما أن المقصود بقوله تعالى ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) الزلزلة/7 ، أنه يرى ثواب الخير . والله أعلم .
__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله: انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق. و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل رغم أنف من أبى |
#2
|
||||
|
||||
رد: شبهة في خلق القرآن والرد عليها
رقـم الفتوى : 45686 عنوان الفتوى : القرآن كلام الله غير مخلوق تاريخ الفتوى : 23 محرم 1425 / 15-03-2004 السؤال فقد جرى قبل أسبوع في أحد القنوات الفضائية حوار موضوعه" قراءة موضوعية في تراث ابن تيمية",كان في هذا الحوار شيخان,أحدهما يدعى عدنان العرعور و الأخر وهو معارض تماما لعقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية وليس هذا فقط بل يكفره أيضا؟؟؟ المدعو حسن السقاف, المهم,سؤالي هو: أنه في أحد الحلقات جرى نقاش حول القرآن الكريم هل هو كلام الله أم هو مخلوق,فقد ادعى السقاف أن كلا من البخاري وابن حجر العسقلاني والنووي والرازي قالوا بذلك أي هو مخلوق . فهل صحيح أنهم قالوا ذلك ؟ وجزاكم الله خيرا الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فليس واحد من الأئمة الأربعة قائلا بخلق القرآن، بل معتقدهم في ذلك معتقد السلف الصالح أجمع أن القرآن كلام الله غير مخلوق، غير أن الرازي رحمه الله بعد إثباته أن القرآن كلام الله عاد فقال: إن المراد بكلام الله المعنى النفسي، وهذا هو مذهب الأشاعرة، والرازي رأس من رؤوسهم، وقد قرر الرازي ذلك في أكثر كتبه، ومن ذلك كتابه في التفسير، وكذا المطالب العالية في العلوم الإلهية، ولمعرفة كلام الأشاعرة في كلام الله، انظر الفتوى رقم: 19390. وأما البخاري والنووي والعسقلاني، فكلامهم في المسألة كلام السلف، وننقل لك من أقوالهم ما يثبت ذلك ويقرره. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه المسمى فتح الباري شرح صحيح البخاري: والمحفوظ عن جمهور السلف ترك الخوض في ذلك والتعمق فيه، والاقتصار على القول بأن القرآن كلام الله، وأنه غير مخلوق، ثم السكوت عما وراء ذلك. وقال الحافظ ابن حجر 13/492 : وقال البيهقي في كتاب الأسماء والصفات: مذهب السلف والخلف من أهل الحديث والسنة أن القرآن كلام الله، وهو صفة من صفات ذاته، وأما التلاوة، فهم على طريقتين: منهم من فرق بين التلاوة والمتلو، ومنهم من أحب ترك القول فيه، وأما ما نقل عن أحمد بن حنبل أنه سوى بينهما، فإنما أراد حسم المادة لئلا يتذرع أحد إلى القول بخلق القرآن، ثم أسند من طريقتين إلى أحمد أنه أنكر على من نقل عنه أنه قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، وأنكر على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وقال القرآن كيف تصرف غير مخلوق. وقال ظن بعضهم أن البخاري خالف أحمد وليس كذلك، بل من تدبر كلامه لم يجد فيه خلافا معنويا، لكن العالم من شأنه إذا ابتلي في رد بدعة، يكون أكثر كلامه في ردها دون ما يقابلها، فلما ابتلي أحمد بمن يقول: القرآن مخلوق كان أكثر كلامه في الرد عليهم حتى بالغ فأنكر على من يقف ولا يقول مخلوق ولا غير مخلوق، وعلى من قال: لفظي بالقرآن مخلوق لئلا يتذرع بذلك من يقول: القرآن بلفظي مخلوق، مع أن الفرق بينهما لا يخفى عليه، لكنه قد يخفى على البعض، وأما البخاري، فابتلي بمن يقول: أصوات العباد غير مخلوقة، حتى بالغ بعضهم فقال: والمداد والورق بعد الكتابة فكان أكثر كلامه في الرد عليهم، وبالغ في الاستدلال بأن أفعال العباد مخلوقة بالآيات والأحاديث، وأطنب في ذلك حتى نسب إلى أنه من اللفظية مع أن قول من قال إن الذي يسمع من القارئ هو الصوت القديم لا يعرف عن السلف ولا قاله أحمد ولا أئمة أصحابه، وإنما سبب نسبة ذلك لأحمد قوله: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، فظنوا أنه سوى بين اللفظ والصوت، ولم ينقل عن أحمد في الصوت ما نقل عنه في اللفظ، بل صرح في مواضع بأن الصوت المسموع من القارئ هو صوت القارئ، ويؤيده حديث زينوا القرآن بأصواتكم، وسيأتي قريبا، والفرق بينهما أن اللفظ يضاف إلى المتكلم به ابتداء، فيقال عمن روى الحديث بلفظه هذا لفظه، ولمن رواه بغير لفظه هذا معناه ولفظه كذا، ولا يقال في شيء من ذلك هذا هو صوته، فالقرآن كلام الله لفظه ومعناه ليس هو كلام غيره، وأما قوله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (الحاقة: 40). فاختلف هل المراد جبريل أو الرسول عليهما الصلاة والسلام، فالمراد به التبليغ، لأن جبريل مبلغ عن الله تعالى إلى رسوله، والرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ للناس، ولم ينقل عن أحمد قط أن فعل العبد قديم ولا صوته، وإنما أنكر إطلاق اللفظ وصرح البخاري بأن أصوات العباد مخلوقة، وأن أحمد لا يخالف ذلك، فقال في كتاب خلق أفعال العباد ما يدعونه عن أحمد ليس الكثير منه بالبين، ولكنهم لم يفهموا مراده ومذهبه، والمعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق وما سواه مخلوق، لكنهم كرهوا التنقيب عن الأشياء الغامضة وتجنبوا الخوض فيها والتنازع إلا ما بينه الرسول عليه الصلاة والسلام. ثم قال الحافظ: ومحصل ما نقل عن أهل الكلام في هذه المسألة خمسة أقوال: الأول: قول المعتزلة إنه مخلوق. والثاني: قول الكلابية إنه قديم قائم بذات الرب ليس بحروف ولا أصوات، والموجود بين الناس عبارة عنه لا عينه. والثالث: قول السالمية إنه حروف وأصوات قديمة الأعين وهو عين هذه الحروف المكتوبة والأصوات المسموعة. والرابع: قول الكرامية إنه محدث لا مخلوق وسيأتي بسط القول فيه في الباب الذي بعده. والخامس: أنه كلام الله غير مخلوق، وأنه لم يزل يتكلم إذا شاء، نص على ذلك أحمد في كتاب الرد على الجهمية، وافترق أصحابه فرقتين: منهم من قال: هو لازم لذاته، والحروف والأصوات مقترنة لا متعاقبة، ويسمع كلامه من شاء، وأكثرهم قالوا: إنه متكلم بما شاء، متى شاء، وأنه نادى موسى عليه السلام حين كلمه، ولم يكن ناداه من قبل، والذي استقر عليه قول الأشعرية أن القرآن كلام الله غير مخلوق، مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، مقروء بالألسنة. قال الله تعالى: فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ (التوبة: 6). وقال تعالى: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (العنكبوت: 46). وفي الحديث المتفق عليه عن ابن عمر كما تقدم في الجهاد لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو كراهية أن يناله العدو، وليس المراد ما في الصدور، بل ما في الصحف، وأجمع السلف على أن الذي بين الدفتين كلام الله، وقال بعضهم القرآن يطلق ويراد به المقروء وهو الصفة القديمة، ويطلق ويراد به القراءة، وهي الألفاظ الدالة على ذلك، وبسبب ذلك وقع الاختلاف، وأما قولهم إنه منزه عن الحروف والأصوات، فمرادهم الكلام النفسي القائم بالذات المقدسة، فهو من الصفات الموجودة القديمة، وأما الحروف فإن كانت حركات أدوات كاللسان والشفتين، فهي أعراض، وإن كانت كتابة فهي أجسام، وقيام الأجسام والأعراض بذات الله تعالى محال، ويلزم من أثبت ذلك أن يقول بخلق القرآن وهو يأبى ذلك ويفر منه، فألجأ ذلك بعضهم إلى ادعاء قدم الحروف، كما التزمته السالمية، ومنهم من التزم قيام ذلك بذاته، ومن شدة اللبس في هذه المسألة كثر نهي السلف عن الخوض فيها واكتفوا باعتقاد أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يزيدوا على ذلك شيئا وهو أسلم الأقوال والله المستعان. وقال 13/498: قال البخاري: والقرآن كلام الله غير مخلوق، ثم ساق الكلام على ذلك إلى أن قال: سمعت عبيد الله بن سعيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد يعني القطان يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة، قال البخاري: حركاتهم وأصواتهم وأكسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام لله، ليس بخلق، قال: وقال إسحاق بن إبراهيم يعني بن راهويه: فأما الأوعية، فمن يشك في خلقها قال البخاري: فالمداد والورق ونحوه خلق، وأنت تكتب الله فالله في ذاته هو الخالق، وخطك من فعلك وهو خلق لأن كل شيء دون الله هو بصنعه. وقال الإمام النووي في شرح مسلم: وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى فالإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها، والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاعنين، والتصديق بما فيه، والوقوف مع أحكام علومه وأمثاله، والاعتبار بمواعظه والتفكر في عجائبه، والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه، والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه، ونشر علومه والدعاء إليه. اهـ. وانظر الفتويين التاليتين برقم: 3988 ، ورقم: 29238. والله أعلم. المفتـــي: مركز الفتوى <!-- / message -->
__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله: انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق. و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل رغم أنف من أبى |
#3
|
||||
|
||||
رد: شبهة في خلق القرآن والرد عليها
رقـم الفتوى : 3988 عنوان الفتوى : القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق تاريخ الفتوى : 16 صفر 1420 / 01-06- 1999 السؤال السلام عليكم. ما معنى أن القرآن غير مخلوق حيث نحن نراه مكوناً من حروف وكلمات؟ قرأت أيضا إذا كان القرآن غير مخلوق فهل القرآن هو الله؟ الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: القرآن الكريم - كما هو مذهب السلف قاطبة إذ ثبت ذلك في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - هو كلام الله غير مخلوق، لأنه صفة من صفات الرب جل وعلا، وصفاته تعالى غير مخلوقة، تكلم الله به حقيقة بصوت وحرف، وأسمعه جبريل، ونزله على محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (قل من كان عدوّاً لجبريل فإنه نزّله على قلبك بإذن الله)[ البقرة : 97]. ومما استدل به الأئمة رحمهم الله على ذلك ما ثبت في الصحيح وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" فقد قال: "إن الاستعاذة لا تكون بمخلوق ، ولكن تكون إلا بالله جل وعلا، أو بصفة من صفات الرب سبحانه وتعالى". قال أحمد رحمه الله: نقول: القرآن الكريم كلام الله حيث تصرف : أي حيث تلي وكتب وقرئ مما هو في نفس الأمر كلام الله فهو كلامه، وكلامه غير مخلوق. وما كان من صفات العباد وأفعالهم التي يقرؤون ويكتبون بها كلامه كأصواتهم ومدادهم فهو مخلوق ، ولهذا من لم يهتد إلى هذا الفرق يحار فإنه من المعلوم أن القرآن واحد ويقرؤه خلق كثير، والقرآن لا يكثر في نفسه بكثرة قراءة القراء، وإنما يكثر ما يقرؤون به القرآن فبما يكثر ويحدث في العباد فهو مخلوق ، والقرآن نفسه لفظه ومعناه الذي تكلم الله به، وسمعه جبريل من الله، وسمعه محمد من جبريل، وبلغه محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس، وأنذر به الأمم لقوله تعالى: (لأنذركم به ومن بلغ) [الأنعام :19]. قرآن واحد وهو كلام الله غير مخلوق. ونضرب مثالاً يقرب هذا إلى الفهم - ولله المثل الأعلى - وهو أنه لو تكلم شخص بكلام فنقلت كلامه بنصه إلى الناس فقالوا لك هل هذا كلامك؟ فإنك تقول لهم لا! بل هذا كلام فلان، وأنت الذي تكلمت به بصوتك، وقد تكتبه ويقرؤه غيرك، فننسب ذلك الذي تكلمت به إلى من قاله حقيقة. ونحن لا نعبد القرآن بل نعبد الله تعالى - الذي خلقنا - ونتعبده سبحانه وتعالى بصفاته ومن صفاته القرآن الكريم. المفتـــي: مركز الفتوى <!-- / message -->
__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله: انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق. و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل رغم أنف من أبى |
#4
|
||||
|
||||
رد: شبهة في خلق القرآن والرد عليها
جزاكم الله خيراً أختنا حفيدة الحميراء على هذا البحث النفيس المهم جداً.
وتعقيباً على تأويل حديث سورتى البقرة وآل عمران ومجيئهما يوم القيامة ، وحديث سورةالملك ومحاججتها عن صاحبها فى القبر - نسأل ربنا أن نكون من كلا الفريقين آمين - أقول : لاشك أن المقصود فى كلا الحديثين هو الثواب والعمل الناتج من تلاوة هذه السور وحفظها والعمل بها ، ولهذا شواهد كثيرة ومنتشرة فى القرآن الكريم لا تدع مجالاً لشك ولا ريب لأن يُظن بهذه الأحاديث غير هذا ، واسمحى لى أن أذكر بعض آيات القرآن التى تبرز هذا المعنى وتوضحه : قال تعالى : ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون [الأنعام : 10] ، [الأنبياء : 41] وقال تعالى : ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات لله وكانوا بها يستهزءون [الروم :10] ويقول تعالى : وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون [الحجر : 11] ثم يقول تعالى : وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون [الزمر : 48] وحاق : أحاط ونزل. فهل يقول عاقل أن الذين يحيط بالكافرين هو القرآن الذى كانوا يكفرون به أو الرسل الذين كانوا يسخرون منهم ، أم أن الذى يحيط بهم وينزل عليهم هو العذاب الناتج عن استهزائهم بهم. والحمد لله رب لعالمين. وجزاك الله خيراً.
__________________
قـلــت :
|
#5
|
|||
|
|||
من يرد على شبهة هـــــذا الأباضي"!!!
أعتذر لإقتباسي رد هذا الأحمق الأباضي الزنديق المبتدع ولكن أردت أن يعلم الجميع بكذبهم وبفساد عقيدتهم،، الجماعة الزنادقه عندهم منتدى يروجون فيه بدعهم وضلالتهم والله شيء يدعوك للضحك عليهم قاتلهم الله جميعا،،،في ذلك المنتدى عندهم زنديق على ما أظن من الدرجة الأولى أو الثانية لكن الصورة الرمزية لمعرفه لزنديق من الدرجة الأولى ،،،والغريب في أمر هذا الزنديق إفتخاره بذي الخويصرة وشيعته من كلاب أهل النار من الخوارج من أهل النهروان،، للعلم منتداهم حصري للزنادقة واي شخص يرد بدعهم وضلالتهم يعاقب بالحظر!! هذا الموضوع يدعي فيه الزنديق أنه يرد على الحريبي وعلى من ينكر أن القرآن كلام الله غير مخلوق!!! أتمنى الرد منكم عليه كان بإمكاني الرد عليه ولكني إرتجيت أن يكون الرد منكم أفضل مني أنا،، هذا هو كلام الزنديق،،،، موضوعه بعنوان\"كيف تلجم من جحدخلق القرآن الحمد لله.. زعموا أن سؤال الحربي كان ملجما للإباضي فأردت أن يعلم القوم كيف يكون الإلجام حقا.. فنقول لكل من ينفي خلق القرآن: هل القرآن هو الله أم غيره ؟ وهذا توقيع الخارجى صاحب الشبهة جزى الله أهل النهراوان رضاءه
وما فوق مرضاة الإله أجور كما جاهدوا في الله حق جهاده وقاموا بما يرضى وفيه أبيروا |
#6
|
||||
|
||||
للرفع
جزاكم الله خير
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
#7
|
||||
|
||||
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
#8
|
||||
|
||||
اقتباس:
( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ) التوبة/6
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
#9
|
||||
|
||||
السؤال الان
من اول من قال بخلق القرآن بالدليل من الكتب
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
#10
|
||||
|
||||
تم دمج شبهتك يا محايد مع الموضوع الاصلى لتعم الفائده
لكن انت محايد لما تضع توقيع غير محايد !!!!
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
أدوات الموضوع | |
|
|