![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
الأخوة الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكركم إخوتي هنا على تفهمكم حاجتنا وإخواننا إلى تعرية الشبهات عن ديننا، واسمحوا لي بأن أعرض وجهة نظري في محاورة الملحدين واللادينيين وقد عرضت موضوعا من قبل يتفق وذلك ولكني آثرت أن أصيغه بشكل آخر أكثر تحديدا، فأنا لدي قناعة بأن من يعلنون الإلحاد أو اللادينية أكثرهم من غير المسلمين ولو يلبس بعضهم عباءة الاسلام لا أنفي بأن منهم من كان من المسلمين، وقناعتي هذه ليست بأقل من قناعتي بأن المسلم أي كان إيمانه أو ابتعاده عن دينه لا يراود عنه إلا ويبعث الله إليه ما يمنعه ولو بشيء في نفسه لا يغالبه إلا من استهوته الشهوات وتخطقته الشياطين، وقد حاورت الملحدين واللادينيين فما وجدت منهم إلا المراوغة والتضليل وإن علموا الحق لا يسلمون، حفظكم الله إخوتي فليس الأمر حجة لك أو عليك مع مثل هؤلاء حتى يتوقف الحوار عند أحد أمرين القناعة أو الإنقطاع، فاللغو أو الدوران في حلقات مفرغة هي نتيجة محاورتهم وما يهمني هنا هو قناعة المسلمين التائهين في غيابات الجهل أو الغافلين أو من يبحث عن الحق بصدق ويسأل بغير مكر الماكرين، ولأننا نحاور هنا الملحدين واللادينيين فلا يجب أن نعول كثيرا على حتمية هاتين النتيجتين التي أذكرهما، فقط يكفينا كسر جدار خوف إخواننا مما يعلنه المبطلون من شبهات حول ديننا ومن ثم نزرع في قلوبنا وقلوبهم الثقة بأن دين الله متين، إخوتي اعزكم الله وحفظكم، الكثير من الشبهات تلبس زي الصواب في أمور شتى في ديننا مما دعى البعض من المسلمين إما للتوقف عنها مؤثرين عدم الخوض فيها أو بحث موافقة الدين لها والسير على نهج خطى الجاحدين، وهو ما أوقع المسلمين في شبهة التلون والانقلاب على ثوابت الدين، فنحن لا نقايض على الاعتراف أو التسليم بديننا ولا نحاور على مراجعة ثوابت ديننا على صحيح فهمها ولو عارضتها استدلالات الجن والإنس مجتمعين، فإن كان ديننا الحق فليدافع عنه من ارتضاه لنا به ونحن له بذلك شاهدين فإن مكروا مكرا فهو خير الماكرين وإن أرادوا بنا كيدا فيجعلهم هم الخاسرين الأسفلين، فمعذرة لو أرى أن كثير منا يخطئ رد الشبهة على أقصر طريق لردها، فإذا تساءل منكر للدين عن أمر من أمور الدين شغلنا أنفسنا بتفسيره وعرض الحكمة منه على قرآننا وأقوال نبينا وعلماؤنا وما سأل عنه إلا لحاجة أرادها مما نستشهد به، فالكثير من هؤلاء يقرأ في ديننا أكثر مما نقرأ فيه ويعول كذلك على استدراجنا إلى ما يظنه وجه القصور فيه، ولو أنه ظن فيه الخير لما سأل عنه فهم أهل بهتان وزور، فلما نرضى الدنية في ديننا وقد قال لنا الله عز وجل ("وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ")، فلا نمنحهم خوضا في تفاصيل أقوال أئمتنا فنحن أفهم بها منهم ونتبع في خروج رأينا عنهم أصول منهجهم فنحفظ لهم مكانتهم ونحمد لهم جهدهم كما نتأدب مع زلتهم فلو لم يجتهدوا لما صح لنا اجتهادنا، فعلم الذين ينكرون علينا ديننا وعقيدتنا والعقل الذي عليه يعولون هما منفذ حجتنا عليهم فعلمهم على شهادتهم قاصر ولا يضمن له أي من أهله أو منهم الصمود فترة من الزمان، والعقل منطقه يشهد لعقيدتنا فلنصنع من شبهتهم سهما يرتد فيقتلهم |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|