مارية القبطية.. هدية حاكم مصر للرسول وأم آخر أبنائه
من صعيد مصر، ومن بيت أحد الناسكين الأقباط ذوي الشأن، جاءت مارية القبطية رضي الله عنها، لم تكن تدري أن الله قد مهّد لها قدرا مغايرًا لبنات جنسها وملتها؛ فكانت إحدى هدايا المقوقس عظيم القبط وحاكم مصر لرسول الله الخاتم، وكان قلبها مهيأً لدين الفطرة، ووقعت عليها محبة النبي وعنايته، وشهدت معه النعمة الكبرى والمحنة أيضًا بوفاة وليدهما الصغير إبراهيم، ورحلت بعده بسنوات قليلة معتكفة في بيتها بعد أن صارت بركة كبرى على بر مصر ووصل حقيقي بمنبع الإسلام .
لم يختلف الرواة على فضل رضي الله عنها ومكانتها العظيمة، حتى غارت منها بعض أمهات المؤمنين أحيانا! وإن تراوحت أقوال العلماء في مسألة هل حظت بلقب أم المؤمنين، أسوة بزوجاته الإحدى عشرة؛ خاصة وأنه ضرب عليها الحجاب مثلهن وأنجبت للنبي ولدًا فكان عتقًا لها.
وكذا كانت تساؤلات حولها من مثل: هل تزوجها النبي زواجا حقيقيًا أم بملك اليمين على عادة تلك الأيام؟ وهو نظام أقره الشرع باتخاذ السراري، وجاء ذكره بكتاب الله من مثل الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ}[الأحزاب: 50]
فمن هي السيدة مارية القبطية التي ورد ذكرها في وصية رسول الله « إنكم ستفتحون مصرَ . وهي أرضٌ يسمى فيها القيراطُ . فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلِها . فإن لهم ذمةً ورحمًا . أو قال : ذمةً وصهرًا»؟! [رواه مسلم 2543]
آخر تعديل بواسطة أبو جهاد الأنصاري ، 2019-09-18 الساعة 04:47 PM
|