![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
[SIZE="6"]بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق بأن سورة التكاثر من أهم و أعظم سور القرآن الكريم لما تشتمل عليه من مواعظ ووعد ووعيد :بسم الله الرحمن الرحيم يقول جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( ألهاكم التكاثر ( 1 ) حتى زرتم المقابر ( 2 ) كلا سوف تعلمون ( 3 ) ثم كلا سوف تعلمون ( 4 ) كلا لو تعلمون علم اليقين ( 5 ) لترون الجحيم ( 6 ) ثم لترونها عين اليقين ( 7 ) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ( 8 ) ) . يقول الامام الطبري يقول تعالى ذكره : ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم ، وعما ينجيكم من سخطه عليكم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) قال : كانوا يقولون : نحن أكثر من بني فلان ، ونحن أعد من بني فلان ، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم ، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( ألهاكم التكاثر ) قالوا : نحن أكثر من بني فلان ، وبنو فلان أكثر من بني فلان ، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالا . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم كلام يدل على أن معناه التكاثر بالمال . ذكر الخبر بذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن [ ص: 580 ] مطرف بن عبد الله بن الشخير ، عن أبيه أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يقرأ : ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) قال : " ابن آدم ، ليس لك من مال إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت " . حدثنا محمد بن خلف العسقلاني ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، عن أبي بن كعب ، قال : كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن : " لو أن لابن آدم واديين من مال ، لتمنى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ثم يتوب الله على من تاب " حتى نزلت هذه السورة : ( ألهاكم التكاثر ) إلى آخرها . وقوله صلى الله عليه وسلم بعقب قراءته " ألهاكم " ليس لك من مالك إلا كذا وكذا ، ينبئ أن معنى ذلك عنده : ألهاكم التكاثر : المال . وقوله : ( حتى زرتم المقابر ) يعني : حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها ; وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر ؛ لأن الله تعالى ذكره ، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر ، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدا منه لهم وتهددا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عطية ، عن قيس ، عن حجاج ، عن المنهال ، عن زر ، عن علي ، قال : كنا نشك في عذاب القبر ، حتى نزلت هذه الآية : ( ألهاكم التكاثر ) . . . إلى : ( كلا سوف تعلمون ) في عذاب القبر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام بن سلم ، عن عنبسة ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن زر ، عن علي ، قال : نزلت ( ألهاكم التكاثر ) في عذاب القبر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن الحجاج ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر ، عن علي ، قال : ما زلنا نشك في عذاب القبر ، حتى نزلت : ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) . وقوله : ( كلا سوف تعلمون ) يعني تعالى ذكره بقوله : كلا ما هكذا ينبغي أن تفعلوا ، أن يلهيكم التكاثر . وقوله : ( سوف تعلمون ) يقول جل ثناؤه : سوف تعلمون إذا زرتم المقابر ، أيها الذين ألهاهم التكاثر ، غب فعلكم ، واشتغالكم بالتكاثر في الدنيا عن طاعة الله ربكم . [ ص: 581 ] وقوله : ( ثم كلا سوف تعلمون ) يقول : ثم ما هكذا ينبغي أن تفعلوا أن يلهيكم التكاثر بالأموال ، وكثرة العدد ، سوف تعلمون إذا زرتم المقابر ، ما تلقون إذا أنتم زرتموها ، من مكروه اشتغالكم عن طاعة ربكم بالتكاثر . وكرر قوله : ( كلا سوف تعلمون ) مرتين ؛ لأن العرب إذا أرادت التغليظ في التخويف والتهديد كرروا الكلمة مرتين . وروي عن الضحاك في ذلك ما حدثنا به ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي سنان ، عن ثابت ، عن الضحاك ( كلا سوف تعلمون ) قال : الكفار ( ثم كلا سوف تعلمون ) قال : المؤمنون . وكذلك كان يقرأها . وقوله : ( كلا لو تعلمون علم اليقين ) يقول تعالى ذكره : ما هكذا ينبغي أن تفعلوا ، أن يلهيكم التكاثر أيها الناس ، لو تعلمون أيها الناس علما يقينا ، أن الله باعثكم يوم القيامة من بعد مماتكم من قبوركم ما ألهاكم التكاثر عن طاعة الله ربكم ، ولسارعتم إلى عبادته ، والانتهاء إلى أمره ونهيه ، ورفض الدنيا إشفاقا على أنفسكم من عقوبته . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( كلا لو تعلمون علم اليقين ) كنا نحدث أن علم اليقين : أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت . وقوله : ( لترون الجحيم ) اختلفت القراء في قراءة ذلك ; فقرأته قراء الأمصار : ( لترون الجحيم ) بفتح التاء من ( لترون ) في الحرفين كليهما ، وقرأ ذلك الكسائي بضم التاء من الأولى ، وفتحها من الثانية . والصواب عندنا في ذلك الفتح فيهما كليهما ؛ لإجماع الحجة عليه . وإذا كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام : لترون أيها المشركون جهنم يوم القيامة ، ثم لترونها عيانا لا تغيبون عنها . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( ثم لترونها عين اليقين ) يعني : أهل الشرك . وقوله : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) يقول : ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا : ماذا عملتم فيه ، من أين وصلتم إليه ، وفيم أصبتموه ، وماذا عملتم به . [ ص: 582 ] واختلف أهل التأويل في ذلك النعيم ما هو؟ فقال بعضهم : هو الأمن والصحة . ذكر من قال ذلك : حدثني عباد بن يعقوب ، قال : ثنا محمد بن سليمان ، عن ابن أبي ليلى ، عن الشعبي ، عن ابن مسعود ، في قوله : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال : الأمن والصحة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا حفص ، عن ابن أبي ليلى ، عن الشعبي ، عن عبد الله ، مثله . حدثني علي بن سعيد الكندي ، قال : ثنا محمد بن مروان ، عن ليث ، عن مجاهد ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال : الأمن والصحة . هذا والله أعلم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
إبدأ صفحة جديدة مع الله | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-31 11:27 AM |
شرح سورة الجمعة | التوحيد | موضوعات عامة | 0 | 2019-11-23 11:06 PM |
الدروس المستفادة من سورة التوبة | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-11-03 12:16 PM |