جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي يكتب عن فدرالية العراق 3
الفدرالية أو .. اللامركزية الإدارية
حفظ لوحدة العراق المهددة .. وإنصاف لإثنياته المختلفة/3 الفدرالية والفدرالية العراقية تحرير معنى اللفظ المتنازع عليه مطلب أساسي من مطالب النقاش العلمي، وضرورة من ضرورات الوصول إلى الحقيقة لمن يبتغيها، وكثيراً ما يكتشف المختلفون – بعد تحرير المعنى – أن خلافهم كان لفظياً لا حقيقياً. ما من شك في أن كثيراً من معارضي (الفدرالية) ينطلقون من حرصهم على وحدة بلدهم وقوته وعنفوانه، وخشيتهم من تمزيقه وإضعافه تحقيقاً لمخططات تآمرية خارجية، وحتى داخلية. وهذا المنطلق هو أرضية مشتركة بين كل إنسان شريف: عراقياً كان أم غير عراقي. وبطبيعة تكويننا الثقافي – نحن السنة العرب - وانحدارنا التاريخي كنت واحداً من الذين يعارضون (الفدرالية)، ويعتبرونها أحد الجوانب السلبية من الدستور العراقي. (الفدرالية) هي الاسم المرادف لـ(اللامركزية الإدارية)، فهي عنصر من عناصر تقوية وحدة العراق كبلد يضم عدة شعوب مختلفة الثقافات (سنة – شيعة – كرد – تركمان - وغيرهم) وتتكلم بأكثر من لغة، وليس خطوة باتجاه التقسيم. وما أقوله قائم على أساس علمي: شرعي وقانوني وميداني. عندما عدت إلى الدستور أقرأُه وأدرس فقراته المتعلقة بـ(الفدرالية) ترجح لدي أن كثيراً من إخواننا الذين يعارضون الفدرالية إنما يعارضونها – كما كنت أعارضها – بسبب الرؤية المشوشة لماهيتها ومعناها ومؤداها. ليس هذا شأني وحدي، بل مثلي كثيرون.. كثيرون جداً، بل ثمة ما هو أقوى شاهداً على ما وصلت إليه من نتائج. قبل أيام التقيت رجلاً من رجال السياسة، قال لي: قرأت مواد (الفدرالية) في الدستور من أجل أن أستخرج النقاط السلبية فيها لأحاجج من يؤيدها؛ فقد كنت من معارضيها، لكنني بعد أن انتهيت من قراءتها انقلبت إلى الضد! اللطيف في الأمر أن هذا الرجل - أصبح بعد ذلك - يدير موقعاً على شبكة المعلومات يدعو إلى الفدرالية ويبين مزاياها، ورجحان منافعها على مضارها. ما هي الفدرالية ؟ من حيث العموم فإن الفدرالية باختصار هي: نظام سياسي تكون فيه السلطة النهائية مقسمة بين المركز والأطراف. وبخلاف النظام المركزي تنقسم السيادة دستوريا بين منطقتين أو أكثر بحيث يستطيع أي من هذه المناطق أن يمارس السلطة على نفسه دون تدخل الولايات الأخرى. يقوم النظام الفدرالي النموذجي على أن الحكومة المركزية تمتلك السيطرة على مسائل الدفاع والسياسة الخارجية، دون أن يمنع هذا من أن يكون لكل ولاية دورها العالمي الخاص بها، بالإضافة إلى مشاركتها في اتخاذ القرار على مستوى الدولة ككل. ولكن لأن تقاسم السلطة في النظام الفدرالي بين الولايات التي تؤلفه والحكومة المركزية يتم بشكل يختلف من دولة لأخرى؛ لذلك تتباين الفدراليات وتتنوع فيما بينها. فهناك أنواع كثيرة من الفدراليات في العالم تنظيراً وتطبيقاً! تتقاطع أو تلتقي في نقاط وتفترق في نقاط أُخرى. وأهم أنواعها دون الخوض في تفصيلاتها: <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->الفدرالية المركزية <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->الفدرالية المدمجة <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->الفدرالية المتشابكة، وهي نوعان: التعاوني والانقسامي <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->الفدرالية الكونفدرالية وهناك أنواع وتقسيمات وتسميات أخرى. ومن حيث التكوين فهي نوعان: <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->إما أن تنضم عدة دول بعضها إلى بعض مثل أمريكا وأستراليا حديثاً، وكما كانت عليه الدولة الإسلامية في قمة مجدها وعامة عصورها قديماً؛ وذلك حلاً للتنوع والاختلاف الثقافي والعرقي واللغوي بين مكوناتها الوطنية. <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->أو العكس بأن تتحول دولة مركزية إلى فدراليات متعددة مثل الهند وكندا وإسبانيا(<!--[if !supportFootnotes]-->[1]<!--[endif]-->). وهذا النوع تلجأ إليه الدول منعاً للتجزئة والتقسيم حين تكون الدولة ذات مكونات تختلف في لغتها وهويتها الثقافية، وتحصل بين هذه المكونات المختلفة توترات مستمرة(<!--[if !supportFootnotes]-->[2]<!--[endif]-->). فالحل الأمثل هو اللجوء إلى النظام الفدرالي، وإلا وقع التقسيم، كما انفصلت الباكستان وبنغلادش عن الهند قبل الأخذ بالنظام الفدرالي، وكما انفصل حالياً جنوب السودان عن الدولة الأُم، المرشحة إلى مزيد من التجزئة والانقسام ما لم تضع حلاً لتعدد هويات شعبها وعواقب سعة مساحتها. وعندها لا يفيدها التباكي على الأطلال وإلقاء اللوم على مؤامرات الأعداء الخارجية، وكأن الأعداء حملان وديعة لا تتآمر على أحد، أو أن مؤامراتها تسري في جسد الدولة دون وجود تناقضات داخلية تستند عليها المؤامرات الخارجية. وهذا الوضع هو شبيه بحالنا نحن أهل العراق ذي المكونات المختلفة في ثقافتها والمتأزمة في علاقاتها. وإيران مرشحة للتقسيم عند تعرضها لأي هزة في هذا الاتجاه؛ بسبب الاختلاف الحاد بين شعوبها. علماً أن ما يقرب من 41% من شعوب العالم تعيش في ظل أنظمة فدرالية، منها الارجنتين، استراليا، بلجيكا، البوسنا والهرسك، صربيا، الجبل الأسود، البرازيل، أثيوبيا، الامارات العربية المتحدة، الهند، ماليزيا، المكسيك، نيجريا، باكستان، روسيا، سويسرا، إسبانيا، جنوب افريقيا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية،فنزويلا، النمسا(<!--[if !supportFootnotes]-->[3]<!--[endif]-->). وهنا يحق لنا أن نسأل السؤال التالي: عن أي نوع من أنواع الفدرالية نحن نتكلم؟ ومن البداية أقول: أنا لا أؤيد (الفدرالية) بإطلاق، ولا أرفضها بإطلاق، ولا أعطي رأيي ما لم يتم تحديد المعنى الذي يدور عليه الخلاف أو النقاش، وما هي القيود التي تحدد القبول أو الرفض. لا نريد فدرالية: <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->حين تتحقق العدالة، وتؤخذ الحقوق، ويتحقق السلم الاجتماعي دون اللجوء إلى الفدرالية <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->فدرالية تتناقض مع الدين <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->فدرالية تهدر فيها الحقوق <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->فدرالية تقسم العراق ونريد فدرالية: <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->لا تتناقض مع أصول وأحكام ومبادئ ديننا الحنيف. <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->فدرالية نستحصل بها حقوقنا ونحقق في ظلها كرامتنا. <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->فدرالية تحافظ على وحدة العراق وتعززها. وفي المقابل أيضاً، لا نريد نظاماً مركزياً: <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->يبدل فيه ديني، وتضيع هويتي <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->تستلب فيه حقوقي، وتمتهن كرامتي <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->يؤدي إلى التناحر وزرع الكراهية بين المكونات الاجتماعية، وينتج عن هذه التناقضات الحروب الأهلية وأخيراً تقسيم العراق. فالنظام المركزي متهم أيضاً، وليست الفدرالية فقط. فلا يصح أن نغض الطرف عن عيوب المركزية ولا نرى غير حسناتها، وفي الوقت نفسه نفتح عيوننا على عيوب اللامركزية أو الفدرالية ونتغاضى عن ميزاتها. بل البحث العلمي يستلزم منا النظر إلى هذا وهذا، واللجوء إلى قاعدة التوازن لحساب النتائج النهائية وفي صالح أيٍّ منهما تكون؟ وإذا كنا مجبرين على واحد من خيارين لا يمكن الجمع بينهما، وهما: الحفاظ على: <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->ديننا كسنة <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->أو وجودنا كمكون بما له من حقوق وكرامة، <!--[if !supportLists]-->· <!--[endif]-->في مقابل الحفاظ على وحدة العراق فالجواب الذي لا يستحق منا وقفة برهة هو اختيار الحفاظ على الدين مهما كانت القيمة المقابلة له. وهذا أصل إيماني لا غبار عليه، ولا شك فيه. ليس وراء ذلك من إيمان أو عقل حبة أو ذرة خردل. 12/6/2011 <!--[if !supportFootnotes]--> <!--[endif]--> <!--[if !supportFootnotes]-->[1]<!--[endif]-->- الفدرالية... أنواعها وطرق تشكلها، ترجمة وتحرير شبكة عراق المستقبل www.iraqfuture.net/fedral . <!--[if !supportFootnotes]-->[2]<!--[endif]-->- الفيدرالية البلجيكية تكونت فى الثمانينيات حيث كانت بلجيكا دولة مركزية، ثم تحولت إلى نظام فيدرالى فى التسعينيات. يتكون المجتمع البلجيكى من ثلاث قوميات أو ثلاثة اقاليم هي: سكان الشمال الناطقون باللغة الهولندية ويقطنون المناطق المحاذية لهولندا، وسكان الجنوب وهم الناطقون بالفرنسية ويقطنون المناطق المحاذية لفرنسا، وتوجد أقلية عرقية ثالثة فى شرق بلجيكا على حدود ألمانيا. وتسمى هذه القوميات بالفلامنية والغالونية والجرمانية/ في مفهوم الفدرالية وأنواعها، إعداد فيصل منصور، مقال على موقع مدونة تابعة لمركز عربستان للحوار الثقافي. <!--[if !supportFootnotes]-->[3]<!--[endif]-->- المصدر السابق.
__________________
|
أدوات الموضوع | |
|
|