جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أم القرى والبيت العتيق .
إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) صدق الله العظيم . في مكة المكرمة كان مهد مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنزل آياته من عهد إسماعيل عليه السلام . الجد الأعلى للعرب العدنانية . وتاريخ الأديان يعي , ما سبق الإسلام من بوادر آذنت بوشك فجر جديد لابد أن ينسخ ما تراكم على أفق الدنيا من ظلمات ليل طال ... . وقضت المشيئة العليا أن تكون مكة مبعثا لخاتم الرسل الأنبياء عليهم السلام . ومكة وقت المبعث كانت دار شرك ومركز الوثنية العربية . وليست في ظاهر الحال أولى من بلاد أخرى كانت مهدا للإنبياء من قبل . ومبعثا لرسالات دينية سبقت الإسلام . المؤمنون لا يترددون في أن يتلوا كلمته تعالى " اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " ثم لا يجدون حرجا في أن يتدبروا كما أمرهم دينهم حكمته تعالى في سننه , وأن ينظروا في واقع الحياة قبل المبعث . وموضع منزل الوحي في عالم كان . حينذاك . يريد أن ينقض . وتاريخنا الديني يمكن أن يعطينا ما ندرك منه الحكمة في اصطفاء مكة لمبعث خاتم المرسلين . وقد كانت من قديم العصور والآباد حرما مقدسا . وعلى أرضها قام أول بيت عبد فيه الله سبحانه على الأرض . ولا ندري تماما الظروف التي تداعى فيها بنيان ذلك البيت العتيق , وتسربت إليه ظلال وثنية دنست حرمه . حتى تلقى " ابراهيم الخليل , وولده اسماعيل , عليهما السلام , العهد من الله ص 15 تعالى بأن يرفعا القواعد من البيت ويطهراه للطائفين والعاكفين والركع السجود . وبأمر الله تعالى , أذن إبراهيم في الناس بالحج إلى البيت العتيق , فأتوه رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . ومن ذلك الزمن الموغل في الماضي السحيق . رسخت مكانة مكة في تاريخنا الديني . ولكن الوثنية عادت فتسللت إلى حرمها مع أوثان وأصنام كانت في أول الأمر رموزا للخالق المعبود , ثم فقدت رمزيتها وصارت معبودات . قال " ابن إسحاق " في السيرة النبوية : " ويزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل ـ أهل مكة ـ أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم , حين ضاقت عليهم , والتمسوا لفسح في البلاد إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم . فحيثما نزلوا وضعوه فطافوا به كطوافهم بالكعبة . حتى آل ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة ؛ حتى خلف الخلوف ونسوا ما كانوا عليه , واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره , فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات , وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم يتمسكون بها من تعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة والوقوف على المزدلفة وهدي البدن والإهلال بالحج والعمرة , مع إدخالهم فيه ما ليس منه " . وكانت عبادتهم مشوبة برواسب من قديم ما قبل الطوفان , كما يظهر ذلك في أسماء أصنام لهم بأسماء الأصنام التي اتخذها الكفار من قوم نوح آلهة لهم , وذكرها الله تعالى في سورة نوح : " وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) " فكان لهذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر صنمها " سواع " ولقبيلة كلب بن وبرة القضاعي , صنمها " ود " واتخذت بطون من طيئ ومذحج صنمها " يغوث " واتخذت خيوان بطن من همدان " يعوق " وأما " نسر " فكان لذي الكلاع بأرض حمية " 1 " وظل لمكة مع ذلك مركزها الديني لا تنازعها فيه بلدة أخرى . وبقيت مثابة حج العرب في الجاهلية الوثنية على مر الحقب وكأنما كان البيت العتيق فيها , ذكرى شاخصة من عهد إيمانها القديم يحمي بقية من الوعي كامنة في العمق الغائر من ضمير الجاهليين عبدة الأوثان والكواكب . قال تعالى : ــــــــــــــــــــــــــ "1" ابن اسحاق " السيرة الهشامية " مع الروض الآنف 1 / 101 والأصنام للكلبي ط دار الكتب المصرية . ص16 " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25)" ومع رسوخ الوثنية العربية في مكة إبان الجاهلية , لم تستطع قط أن تطوي تماما ذكريات ماضيها الديني وتلقي به في متاهة النسيان . وكان الزمن كلما تقدم بها هزتها رجفة الوعي فخامرها ريب في تلك الأوثان التي تكدست في حرم بيتها العتيق لم تنس بها خالقها , وإن أشركتها معه سبحانه في التعبد . وكانت القبائل العربية تحج إلى الكعبة في الموسم وتطيف كل قبيلة بوثنها ضارعة ملبية فتذكر الله من حيث تدري أو لا تدري , وترفع إليه الضراعة والنجوى . إما بمنطق الشرك , يبدؤون بالتلبية لله وحده ثم يشركون به أصنامهم وإن جعلوا أمرها لله . كتلبية كنانة وقريش : لبيك اللهـــــــم لبيك لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك إلا شــريك هو لك تملكه وما ملك أو على وجه الملاذ إليه وحده , وترك أصنامهم في منازل القبيلة , والحج إليه ابتغاء رضوانه , كتلبية " همدان " في الجاهلية : لبيـــــك رب همـــــــدان من شـــــــاحط ومن دان جئناك نبغي الإحســـان بكل حــــــــرف مذعــــان نطــــوي إليك الغيطـان نأمل فضـــــــــل الغفران لبيــــك مع كل قبيــــــــلة لبـــــوك همدان أبنــــــــاء الملوك تدعــــــوك قد تركـــــوا أصنامهم وانتــــابوك فاسمع دعــــــــاء في جميع الأملوك (1) ومؤرخو الإسلام يذكرون ما راج في المنطقة قبل المبعث من إرهاصات عن نبي آن مبعثه , ولا نجادل من يستريب من أبناء هذا الزمان في هذه المرويات , ويحملها على منحولات الرواة , وإضافات السمار , غير أن الواقع التاريخي يؤكد أنها على أي وجه رضيناه لها وحملناه عليها تكشف عن تطلع الحياة قبيل الإسلام إلى تحول جديد وحاسم . ـــــــــــــــــــــــــ (1) تجد في " رسالة الغفران " نصوصا مع هذه , من تلبيات العرب في الجاهلية ص 534 وما بعدها . ط خامسة ذخائر العرب وانظر معها " كتاب الأصنام للكلبي " ص17 وتاريخ الأديان العام يمكن أن يضيف إضاءة أخرى إلى ما قدمه مؤرخونا عن أرض المبعث : الجزيرة العربية عرفت بصورة أو بأخرى كل الملل والنحل والعقائد التي كانت البشرية تعتنقها قبل الإسلام عرفت المسيحية في نجران والحيرة وغسان وتخوم الحبشة , واليهودية في يثرب وما حولها من مستعمرات يهود شمالي الحجاز وعرفت الصابئة عبدة النجوم والكواكب في سبأ , وسمعت عن المجوسية بحكم اتصال إمارة المناذرة العربية بالفرس .... وتلاقت هذه الأديان الوافدة مع الوثنية العربية ومع بقية من دين إبراهيم قاومت الضياع قرونا وأدهارا , فتمثلت في قلة من الحنفاء رفضوا عبادة الأوثان في أخريات الجاهلية , وتجد أخبارهم بتفصيل في الجزء الأول من " السيرة النبوية لابن إسحاق رواية ابن هشام " . والتقاء هذه الأديان والعبادات في المنطقة الواحدة ؛ يمنحها فرصة التنبه إلى ما بينها من مظاهر التشابه والخلاف , ومثار الخصومة والتنازع . كما أن توزع أهل الجزيرة العربية بين مختلف الملل والنحل . في فترة من حياتهم كانت تقتضي التجمع والترابط لمواجهة التهديد الخارجي من فرس وروم وحبشة ويمن , أرهف حسهم لما داخل تدين كل طائفة من شوائب الانحراف والتعصب , فإن لم يصل بعرب الجزيرة إلى مستوى التمييز فأدنى أثره أن يجعل المنطقة في حيرة وتردد لا تدري أي تلك الطوائف على حق وأيها على باطل . ولم تكن الفطرة العربية قد أفسدها ما تسلط على الفرس والروم من ترف باذخ وانحلال منهك ولا قهرها ما تسلط على شعوب المناطق حولها في الشام ومصر وما وراءها من أقطار الشمال الإفريقي من وطأة الاحتلال الذي جثم عليها قرابة ألف عام . لم تنج منه سوى الجزيرة العربية التي اعتصمت بمنعتها الطبيعية , وحمتها بواديها الجرداء من مطامع الغزاة . وإنما ألقت الوثنية غشاوة على بصيرة العربي , فتابع آباءه على دينهم تعصبا وتوقيرا , لا يريد أن يتصور أن أسلافه الكرام كانوا جميعا على سفه وضلال ِ. وتراث الشعر الجاهلي لقرنين قبل الإسلام يؤكد مع ذلك ما كان يجتاح الوجدان العربي من قلق وحيرة , وتطلع إلى نور جديد يمزق الغشاوة , ويسقط أقنعة الزيف عن عقم الوثنية ومهانة الشرك وخلل الأوضاع. ص 18 لا في ديوان المتحنفين فحسب , ولكن في ديوان تلك الفترة بوجه عام , وفيها كان " قس بن ساعدة " يقف في سوق عكاظ بالموسم , فيهز الضمير العربي بحكمته ومواعظه , وفيها كانت آفاق الجزيرة ترجع ما يأتيها من أسواق أم القرى في مواسم الحج . من مثل قول " زهير بن أبي سلمى والد كعب وبجير رضي الله عنهما : فلا تكتمن الله مـــــــــــــا في نفــــوسكم ليخفى ومهمـــــــــــا يكتم الله يعلــــــــــم يؤخر فيوضع في كتـــــــــــاب فيدخــــر ليـــــــوم الحساب أو يعجـــــــــل فينـــقم وأعـــــــلم علم اليـــــوم والأمس قبــله ولكنني عن علــــــــم ما في غـــــــد عم ومن هـــــــأب أسبـــــاب المنـايا ينلنه ولو رام أسبــــــــــاب السمـــاء يســـلم ومن يوف لا يذمم ومن يهـــــــد قلبـه إلى مطمئن البر لا يتجمجــــــــــــــــــــم ومهمـــا تكن عنــــد امرئ من خليقة وإن خالهـــــا تخفى على النــــاس تعلم ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى من الأمر أو يبدو لهم ما بــــــــــدا ليــا بدا لي أن الله حــــــــــــق فـــــــزادني إلى الحق تقوى الله ما كـــــــــان باديــا وأني متى أهبــــــط من الأرض تلعــة أجد أثرا قبلي جـــــــــــديدا وباليـــــــــا أراني إذا ما بت بت على هـــــــــــوى وأني إذا أصبحـــــــت أصبحت غاديـــــا إلى حفـــرة أهـــدى إليهـــــا مقيمــــة يحث إليهــــــا ســـــائق من ورائتــــــا كأني وقد خلفــــــــــت تسعين حجـــة خلعـــــت بهـــــا عن منكبي ردائيـــــــا أراني إذا مـــــا شئت لا قيــــــت آيـة تذكـــــــرني بعد الذي كنــــــــت ناسيـا ألم تِـــــر أن الله أهلــــــك تبعـــــــــا وأهلـــــــك لقمـــــان بن عاد وعاديـــا وأهلـــك ذا القرنين من قبـل ما ترى وفرعــــون جبــــــارا طغى والنجاشيـا ألا لا أرى ذا أمـــــة أصبحت بــــــه فتتركه الأيـــــــــام وهي كمـــــــا هـي ألم تر للنعمــــــان كان بنجـــــــــوة من الشـــــر لو أن امرءا كــــان ناجيا فغير منـــــه ملك عشرين حجـــــــة من الدهـــــــــر يوم واحــد كان غاويـا فلم أر مسلــــــوبا له مثل ملكـــــــه أقل صــــــديقا باذلا أو مواسيــــــــــــا وقول " النابغة الذبياني " في اعتذاره للنعمان بن المنذر : حلفت فلم أتــــــــرك لنفسك ريبـة وليس وراء الله للمــــــــرء مذهـــــــــب ص 19 لئن كنـــت قد بلغــت عني وشاية لمبلغك الواشي أغــــــــش وأكـــــــــذب وقول " لبيد بن ربيعة " في الجاهلية قبل إسلامه : بلينا ومــــا تبلى النجـــوم الطوالع وما تبقى الديــــــار بعدنا والمصـــــــانع وما المــــرء إلا كالشهاب وضوؤه يحـــور رمادا بعــــد إذ هـــــو ســــــاطع وما المــال والأهلــــــون إلا ودائع ولا بـــد يومـــــا أن ترد الودائــــــــــــع وكانت حرمة البيت العتيق تفرض على العرب جميعا حرمة حماه في أم القرى , ورسخ في اعتقادهم " أن مكة لاتقر فيه ظلما ولا بغيا , ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلا هلك مكانه , فيقال إنها ما سميت " بكة " إلا لأنها كانت تبك ـ تكسر ـ أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئا (1) . وبلغ من حرمة مكة عند القوم . أن تناقلت الأجيال إلى عصر المبعث ما أسنده ابن إسحق من حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها . قالت : " مازلنا نسمع أن أسافا ونائلة ـ من أصنام العرب في الجاهلية ـ كانا رجلا وامرأة من جرهم أحدثا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين " (2) . ويذكر الرواة من أقدم تاريخها المعروف لنا أن نبع زمزم لما انبثق لإسماعيل استأذنت قافلة من جرهم ـ من عرب الجنوب العاربة الرحل ـ السيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام في النزول معها حول نبع زمزم فأذنت لهم والماء ماؤها . وشب إسماعيل وتعرب في جرهم وأصهر إليهم " ثم إن جرهما بغوا بمكة واستحلو خلالا من حرمتها فظلموا من دخلها من غير أهلها وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى إليها , فلما رأت ذلك بنو بكر من كنانة , وبعض بني خزاعة أجمعوا لحربهم . وإخراجهم من مكة , فاقتتلوا فغلبتهم بنو بكر وخزاعة , فنفوهم من مكة , وكانت مكة في الجاهلية لا تقر فيها ظلما ولا بغيا , ولا يبغى فيها أحد إلا أخرجته , ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلا هلك مكانه , فيقال إنها ما سميت " بكة " إلا لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها . ـــــــــــــــــــــــــ (1) و (2) السيرة لابن اسحاق , الهشامية : الجزء الأول , وانظر معه "الروض الأنف " للسهيلي : 1/27 ط الجمالية بالقاهرة . ص 20 فلما أخرجت جرهم من مكة حزنوا على ما فارقوا من أمن مكة وملكها حزنا شديدا وقال شاعرهم " عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي من بكائية له شجية : وقائلـــــة والدمع سكــــــب مبــــــــــادر وقد شرقت الدمــــــع منهـــــــــا المحاجر كأن لم يكــــــن بين الحجون إلى الصفا أنيـــــــس ولم يســـــمر بمكــــــــة سامر فقلت لهــــــا والقلـــــب مني كأنمـــــــا يلجلجــــــه بين الجنـــــــاحين طـــــــائر بلى نحـــــــن كنــــا أهلها فأزالنـــــــــا صــــــروف الليــــــالي والجدود العـواثر وكنـــــا ولاة البيـــت من بعــــــد نابت نطــــــوف بذاك البيـــت والخيــــر ظاهـر ملكنـــا فعززنا فأعظــــــم بملكنـــــــــا فليــــس لحـي غيـــــــــرنا ثم فــــــــــاخر فأخرجنــــا منهـــــــا المليــــــك بقدرة كذلك يا للنـــــــــــاس . تجــــري المقـادر وصرنا أحاديثـــــا وكنـــــأ بغبطـــــــة بذلك عضتنــــــا السنـــــــون الغـــــــوابر فسحت دمــــــــوع العين تبكي لبلـــدة بهــــــا حــــــرم أمن وفيهـــــا المشــــاعر قال ابن اسحاق : ثم إن قبيلة من خزاعة استبدت بولاية البيت يتوارثون ذلك كابرا عن كابر . فقام لهم " قصي بن كلاب " ورأى ِأنه ـ وهو من صريح ولد اسماعيل ـ أولى بالكعبة ويأمر مكة من خزاعة وبني بكر . فكلم رجالا من فهر وبني كنانة ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبني بكر من مكة . فقاموا لنصرته حتى غلب على أمر مكة وجمع قريشا وأنزلهم منازلهم وولى ما كان من وظائف دينية بها . واستحدث وظائف الحجابة والرفادة والسقاية واللواء , فحاز شرف مكة كله . ودانت له قريش . وتيمنت بأمره فكان في حياته ومن بعد موته كالدين المتبع , واتخذ لنفسه دار الندوة وجعل بابها إلى مسجد الكعبة , ففيها كانت قريش تقضي أمورها فإذا وقعت حرب بينهم في شهر حرام ثم ينسأ , كانت حرب فجار " . " قصي بن كلاب بي مرة " هو الجد الرابع للمصطفى الهاشمي صلى الله عليه وسلم . والجد الثالث لأمه السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن قصي . وإلى عام المولد " كانت الشواهد تترى بما للبيت العتيق من حرمة , وما يصيب الذي يستحل حرمته من هلاك , على ما يأتي من خبر أصحاب الفيل في موضعه من سياق الأحداث , ثم ما كان من ذلك بعد المولد . وقبل مبعث المصطفى صلى الله عليه وسلم . في هذه البلدة المرهفة الحس الديني , المضناة بالقلق والحيرة , المتطلعة إلى حياة جديدة . كان مولد محمد بن عبد الله . ومبعث نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام : اصطفاه الله تعالى من بني ص 21 هاشم , واصطفى بني هاشم من قريش وقريشا من كنانة , وكنانة من بني عدنان صريح ولد إسماعيل عليه السلام والتقى نسبه الزكي من جهة أبيه مع نسب أمه عند " قصي بن كلاب " وهو قريش , فكان صلى الله عليه وسلم أزكى الناس نسبا , أبا وأما (1) . ـــــــــــــــــــ (1) بتفصيل في كتابي " أم النبي صلى الله عليه وسلم " مستخلصا من أوثق المصادر . ص 22 مأخوذ من كتاب مَعَ المُصْطفى صَلى اللهُ عَليْه وَسَلم. دكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ أستاذ التفسير والدراسات العليا كلية الشريعة بجامعة القرويين. |
#2
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
#3
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
#4
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيراً ، وبارك الله فيكم ، ونفع بكم على مروركم الكريم.
|
أدوات الموضوع | |
|
|