جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
قل(مفكر مسلم)ولا تقل(مفكر اسلامى)؟
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوااللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [ آلعمران ، الآية : 102 ] ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [ سورة النساء ، الآية : 1 ] ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [ سورة الأحزاب ، الآيتان : 70، 71 ] .
فى فوضى الألقاب التى نبعثرها من غير حساب . . هناك لقب شائع . . يمنحه من يكتب فى الدين من غير العلماء لنفسه . . أو يجد من يمنحه له . . لقب " مفكر إسلامى " . . إنه لقب لا معنى له . . مثل لقب " باشا " . . و " بك " . . بل أن لقب "باشا " . . أو "بك " لهما أصول و جذور العصر الملكى حتى لو لم يكن لهم سند من القانون . . أما لقب " مفكر إسلامى " فلا سند له من القانون أو القاموس . يمكن أن نقول " مفكر مسلم " . . لكن . . مستحيل أن نقول " مفكر إسلامى " . . فالإسلام ليس نظريه بشريه حتى يفكر فيها البشر . . ليس مثل النظريه الشيوعيه . . أو النظريه الرأسماليه . . وهى نظريات من إختراع البشر . . كارل ماركس . . آدم سميث . . و غيرهما . . الإسلام دين سماوى قابل للتفسير و الإجتهاد . . و نسمى من يفعل ذلك " عالم ". . أو " مجتهد ". . أو " مرجعيه ". و لم يسم واحد من أئمةالمذاهب الأربعه نفسه مفكرا إسلاميا . . فكل منهم كان مثل النحل الذى ذهب إلىالأزهار الطبيعيه و أمتص رحيقها و أفرز عسلا من الرحيق الإلهى . . فضاعف من حلاوةالنص. . و كشف عن أسراره و جواهره . . أما الذى يريد أن يخترع و يضيف من عنده بصفته مفكرا ( إسلاميا ) فهو الذى يترك النحل يتغذى على ما هو غير طبيعى مثل السكر . . فيكون ما يفرزه النحل من عسل ليس طبيعيا . . و ليس فيه شفاء للناس . . بل فيه ضررلهم . إن الإجتهاد فى النص لفهمه و تأكيده و تفسيره يسمى مذهبا . . أماالإجتهاد فى النص للحياد عنه أو لإلغاؤه أو لتعديله فيسمى فكرا . . فكل من الأئمه الأربعه إجتهد فى تفسير تعدد الزوجات مثلا . . لكنه لم يلغه . . و إجتهد فى تفسيرالميراث. . و سر أن يكون للذكر مثل حظ الأنثيين . . لكنه لم يطالب بالمساواه فى الميراث بين الرجل و المرأه . . فى الحاله الأولى نحن أمام مذهب و فى الحاله الثانيه نحن أمام فكر. و من ثم لم يطلق احد على الإمام مالك أو الإمام الشافعى أو الإمام أبو حنيفه أو الإمام أحمد بن حنبل مفكرا إسلاميا . . فكل منهم لم يفكر فى تغيير نص . . بل راح يمتص رحيقه ليخرج عسلا . . لم يسع أحدهم ليشوه نصا بدعوى أنه لم يعد يلائم العصر . . و الصحيح أنه لم يفهم النص ليعرف كيف يلائم العصر . يقول سبحانه و تعالى :"و ما كان لمؤمن و لا مؤمنه إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " و . . " فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما ". . و كلمة يحكموك تعنى اللجوء إلى النص . . اللجوء إلى المذهب الذى يعكس النص . . و النص ضروره للإيمان . . و لا يمكن أن نجد فيه حرجا . . و لا يمكن إلا أن نسلم به تسليما . . ولو فكرنا ووجدنا فى النص حرجا . . فإن الإيمان ينتفى تماما حتى لو حملنا مليون لقب من ألقاب المفكر الإسلامى. بل إن الرسول نفسه عليه الصلاة و السلام لا يجوزو لا يصح أن نسميه مفكرا . . فكلامه محفوظ بالوحى . . " إن هو إلا وحى يوحى " . . وهو لا يأتى شيئا من عنده . . هو رسول . . لا يحق له اللعب فى الرساله أو تغييرها . . و بالتالى لا يمكن أن نقول أنه " مفكر إسلامى " . . و لا يمكن أن نطلق الصفه نفسها على الخلفاء الراشدين . . ومن باب أولى ألا نطلقها على من هم أدنى منهم مرتبه . إن الفرق مثلا بين الإمام الشافعى و غيره ممن يسمون أنفسهم مفكرين إسلاميين هو أن الشافعى أخذ النص و فهمه على مراد المشرع و صاحب النص و راح يجتهد فى تفسيره . . أما المفكر فهو الذى يمسك بالنص و يقيمه و يقارنه فلو لم يعجبه راح يستخدم كل ما أوتى من ثقافه و خبره فى تعديله أو تفسيره على هواه . . يقول سبحانه وتعالى : " قل أتعلمون الله بدينكم ". . إنه يجتهد فى النص ليس لفهمه و إنما للخروج عليه . . أو ليضيف عليه . . فالدين لا يقبل الحذف و لا الإضافه لأنه من عند الله . . يقول سبحانه و تعالى : " قاتلوهم حتى لا تكون فتنه و يكون الدين كله لله " . والمقياس الوحيد لسلامة المفكر ( و الأدق أن نسميه مفسرا أو مجتهدا ) هو عدم مخالفةالنص . . فلو خالف نصا فما يقوله بدعه . . و تخريف . . و تخريب يقول سبحانه و تعالى :" إن فى خلق السماوات و الأرض و إختلاف الليل و النهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قياما و قعودا وعلى جنوبهم و يتفكرون فى خلق السماوات والأرض ". . إن النص هنا يدعو إلى التفكير فى خلق السماوات و الأرض . . و التفكيرهنا لا يضيف شيئا إلى هذا الخلق . . و لا يختزل شيئا منه . . و لكن . . يستفاد من هذا الخلق فى البحث عما أودعه الله فى السماوات و الأرض لمصلحة البشر . إذن القاعده أنه لا مفكرين فى الإسلام . . لأن الإسلام لا يقبل الحذف و الإضافه . . وإنما يقبل أن نأخذ منه ما نشاء . . كما نشاء . . و لو كان الإسلام يقبل الحذف والإضافه لما كان هناك مجال لقوله سبحانه و تعالى:"اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الإسلام دينا ". .لقد قال " دينا " و لم يقل " فكرا" إن الإسلام لا ينقصه شىء سوى تفسير حقيقى له . . يقول سبحانه وتعالى : " ما فرطنا فى الكتاب من شىء". . لكن . . غير الدين من نظريات و أفكار هو الذىينقصه الكثير و يقبل التعديل و التغيير فهو غير مقيد بنص إلهى أو محفوظ بوحى إلهى . . و من ثم يقبل الحذف و الإضافه . لقد قال الوليد بن المغيره عندما سمع آيات من القرآن فى بادىء الأمر : إن له لحلاوه و أن عليه لطلاوه و أن أعلاه لمثمر و أن أدناه لمغدق و ما هو بقول بشر و أنه يعلو و لا يعلى عليه . . فلما قال له قومه صدقت أخذ يفكر و يفكر و يفكر و رجع عن قوله الذى قال . . و لذلك يقول سبحانه و تعالى : " إنه فكر و قدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس و بسر ثم أدبر و أستكبرفقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا قول البشر سأصليه صقر ". هذ هو من يتصورنفسه مفكرا بغير نص و بغير حق . . و لا حول و لا قوة إلا بالله . |
#2
|
||||
|
||||
يا أخى جميل جدا ًموضوعك هذا والله ، وقد لمس بداخلى نقاط مهمة ، حيث كثيراً ما كنت - ولا زلت - أستنكر هذه العبارة الخبيثة ( مفكر إسلامى ) ودائماً أحذر منها ولنفس السبب الذى تفضلت بذكره ، ألا وهو أنها تعنى أن الإسلام بشرى ، من عند مجموعة من الأشخاص!!!
والمشكلة والطامة الكبرى أن الناس ينخدعون بهذه العبارة ، من يسمعها ، ومن تطلق عليها ، فسامعها يظن أن من تطلق عليه هذه العبارة ، قد بلغ مكانة من الدين لا يدانيها أحد ومن ثم فكل ما يقوله دين!!! والذى تطلق عليه هذه العبارة هم من المفتونين بفتنة العقل ، وهو يحب أن يُرى فى هذا الثوب البراق !!! ثوب المفكرين ، وكأن غيره قد حُرم من هذه النعمة. وبصراحة قد جنت المة الكثير من الكوارث ممن أطلق عليهم ( مفكر إسلامى ) فكم صدوا عن الحق وكم روجوا لباطل وكم دافعوا عن بدع ، بل منهم من قال كلمة الكفر والعياذ بالله. وجميل جداً أنك قد جئت بالبديل الصحيح : ( مفكر مسلم ) وأنت أول من تستحق أن أطلق عليه هذه العبارة ( مفكر مسلم )
__________________
قـلــت :
|
#3
|
||||
|
||||
جزاك الله خير
مسلم مفكر وفقك الله
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
أدوات الموضوع | |
|
|